المقابلة مع الکاتب والمترجم الانارکی (مازن کم الماز) من السوریة، حول السلسلة الانتفاضات الشعبیة المستقلة

القراءالأعزاء، لأجل المتابعة و إلقاء الضوء علی السلسلة الانتفاضات ولغرض الإزالة الأثار التشویه‌ و التعتیم التي فرضتها ولایزال تفرضها الأعلام السائد علی الهیجان الثوري الجماهیري التي أجتاح و لایزال تجتاح کل منالتونس،المصر،الیمن،الاردن،البحرین، کما نعرفون بأن هذا الإنتفاضة تأثرت بشكل الإیجابي علی العراق والایران و کوردستان بصورة ملحوضة، نحن اتصلنا ببعض الکتاب التحرریین لأجل إبداء الأرائهم حول هذه‌ السلسلة الإنتفاضات الجبارة التي هزت ولایزال تهز الأرض تحت الأقدام الحکام المتربعین علی السلطة، هنا نحن ننشر الإضاحتهم حسب الجدول الزمني لوصول أجوبتهم حول هذه‌ المسألة

هنا نبدء بالقاءالاول مع مازن کم الماز، هو من السورية، كان سابقا عضو في الحزب الشيوعي السوري و اتحاد الشباب الديمقراطي السوري، منذ سنوات انتقل من الماركسية إلى التحررية أو اللاسلطوية و یعمل على المساهمة في إنشاء التيار اليساري التحرري في سوريا

في البدء نشارككم البهجة و نتقاسم فرحة الانتصار الثوريين في تونس و مصر. ونترقب بقلق وبعيون مليئة بالامل الى الخطوات المقبلة بعد هذا الانتصار العظيم ومئات الاسئلة تعصف خيالنا

أولا كل التحية للأعزاء التحرريين في كردستان

هل يمكن ان نعتبر هذا الانتصار الخطوة الاولى لثورة اجتماعية ، او بمعنى اخر الى اي مدى رجعت الثقة بالذات لدى الافراد و الطبقات و الفئات الدنيا الى الحياة الاجتماعية؟

من المؤكد أن الثورتين المصرية و التونسية فتحت أبوابا كان الاستبداد يغلقها في وجه تغييرات اجتماعية عميقة ، من المؤكد أنها حتى اليوم ما تزال ثورات ديمقراطية أساسا و أن طابعها الاجتماعي و السياسي ما زال مزدوجا ، لكنها في الحقيقة تفرض علينا عدة مسائل هامة جدا ، فهي تفتح من جديد النقاش حول مسألة دور الشباب في الثورة و دور الصراع بين الأجيال و خاصة صراع الجيل الشاب ضد المؤسسات البطريركية الأبوية المتداخلة مع سائر مؤسسات القمع الطبقي و السياسي و الفكري و الروحي ، أعتقد أن هذه القضية كانت قد طرحت بقوة مع ثورات 1968 لكنها سرعان ما تراجعت دون أن تجد جوابا جديا مع تراجع تلك الموجة الثورية ، و أنا أعتقد أنه علينا أن نقدم قراءات لا أرثوذوكسية لواقع هاتين الثورتين و لطبيعة المد الثوري الحالي . أعتقد أن التحرريين هم في موقع أقل إيمانا بالتابوهات و الثوابت الإيديولوجية ليقدموا قراءة أكثر عمقا لهذه الظاهرة .. ربما لعبت أيضا دورا في هذه الثورات غير النمطية الطبيعة البيروقراطية المتزايدة للحياة الاجتماعية الرأسمالية المعاصرة بما في ذلك في أطراف النظام الرأسمالي العالمي و تناقضها مع جمعنة الإنتاج إضافة إلى تغييب الشباب ، إلى جانب الفئات الأخرى المقموعة و المهمشة ، عن تقرير أمور حياتهم ، إنني أعتقد أن فهم الشباب المصري و التونسي الثائر للحرية هو أقرب للتصور التحرري و إن كان هذا بعد بشكل غير حاسم و غير مكتمل أي أنني أعتقد أن ما حركهم هو رفضهم لواقع تهميشهم من قبل المؤسسات ذات الطابع الأبوي السلطوي التي تقوم على قمع و كبت من هم في القاعدة

حسب الاخبار من تونس و مصر، انحدر الاعتراضات من المطاليب السياسية و تغير الحكومة في ميادين المدينة الى الاعتراظات ومطاليب اقتصادية في المصانع ، مامدى الابعاد الاجتماعية هذه الاعتراضات؟

أعتقد أن الثورة لن تكتسب صفة العمق لا اجتماعيا و لا فعليا ما لم تحرك أكثر الفئات الاجتماعية تهميشا. لقد شهد نضال العمال في مصر و تونس مؤخرا تصاعدا هائلا و شاهدنا نضالات عديدة من المحلة و الحوض المنجمي إلى العديد من المناطق العمالية الأخرى ، و أنا أعتقد أن المهمة الملحة الآن هي تنظيم العمال و نضالهم و قوتهم للمواجهات القادمة خاصة بشكل شبكة قاعدية أفقية ديمقراطية حقا . إنني أعتقد أن أي نظام سينتج عن أية انتخابات قادمة لن يكون بمقدوره حل مشاكل الجماهير و خاصة الأكثر فقرا و أنه سيصطدم بالجماهير بالضرورة و سيكون عليه أولا أن يقمع تطلعاتها الثورية نحو المزيد من الحرية و العدالة ..

بموازاة قيام الحركة العمالية في المصانع هل ابدت الحركات الجماهرية الاخرى كالمرأة و الطلاب و الفلاحين و العاطلين عن العمل اي ردة فعل كبداية لنهوضها؟

يمكن للرفاق المصريين أنفسهم أن يجيبوا على هذا السؤال بشكل أفضل ، لكني أعتقد أن هذه الحركات ما تزال في طور جنيني . أعتقد أن تطور هذه الحركات سيكون نتيجة هامة من جهة لنجاح العمل المباشر للجماهير في إسقاط رأس النظام و سيكون أيضا عاملا أساسيا في دفع الثورة نحو مطالب أبعد وسيفرض أجندة أكثر تحررية على القوى السائدة.

هل اصبحت الحركات الجماهرية و العمالية متنافية و ومناقضة مع النقابات الصفراء، بمعنى اخر هل تركت المطاليب الاقتصادية و الاجتماعية الحدود الاصلاحية النقابية للحكومة و الحزب؟

بدأت حركة نشطة ضد القيادة الحالية للاتحاد النقابي الحكومي الوحيد الموالي للنظام السابق في مصر لكنها ما تزال في بدايتها إضافة إلى أن من يقوم بها هم من النقابيين المحترفين من المستويات الوسطى ، أما في تونس فرغم دور الاتحاد النقابي هناك خاصة في مراحل الثورة الأخيرة لكنه واقع تحت سيطرة بيروقراطية محترفة ، لم تخلق الحركة العمالية بعد مؤسساتها المستقلة لا السلطوية و لا التحررية ، و سيتوقف على هذا الكثير فيما يتعلق بمستقبل الثورة و تطورها نحو ثورة اجتماعية

الان و في هذه اللحظة ما هي الاوليات و الاحتياجات التي اوجبتم القيام بها ؟ ماهي الميادين التي انتم نشطون فيها؟

يجب الاعتراف أن الثورتين التونسية فالمصرية كانتا إلى حد كبير عفويتان و غير مسيستين ، شارك رفاقنا المصريون في الثورة ، رغم قلة عددهم ، كجزء من الجمهور الواسع المنتفض و حاولوا الاستفادة من و تطبيق أساليب المجموعات المناهضة للعولمة في احتجاجاتها و مواجهاتها مع أساليب الشرطة و أسلحتها ، كان نشاطهم منصب في الفترة السابقة على المشاركة في العمل المباشر ضد أجهزة النظام ، و هم اليوم يشاركون كجزء من القوى اليسارية و الشعبية الأوسع لمواجهة بقايا النظام و فرض تغيير ديمقراطي حقيقي ، في مقابلة لرفيق تحرري مصري اعتبر أن أهداف اليسار التحرري هي نفسها أهداف اليسار الأوسع الديمقراطية مع اختلافهم مع هدف الانتخابات التي يرغب اليسار بخوضها ، من المؤكد أن ضعف قوى اليسار تجبر عليها العمل موحدة ما أمكن في إطار عمومي طالما أن الثورة لم تبلغ مرحلة تفرض اصطفافا حادا بين الطبقات المشاركة في الثورة نفسها …..

للاجتياز الحدود السياسية المفتعلة من قبل الحلقات الاصلاحية و السلطوية امام الجماهير ، اي اسلوب من العمل و الدعاية تتبنوه او تبنتموه؟

يمكن للرفاق المصريين أن يجيبوا على هذا السؤال بأفضل مني ، عندما يحين دور سوريا سأكون سعيدا جدا بالإجابة عن تجربتنا السورية ..

في ايام الثورة و في هذه المرحلة الجديدة من النضال الجماهيري و الاجتماعي الى اي مدى ترسخ العمل المباشر و ترقى؟

كان العمل المباشر هو سلاح المنتفضين الأول ، و الآن تتعلمه جماهير العمال في نضالها لمواجهة مستغليها و إدارات المصانع المرتبطين بالنظام المخلوع .. البديل عن العمل المباشر هو السلبية و انتظار قرارات القيادات و النخب .. الدرس الذي تعلمه المصريون و التونسيون جيدا هو أنه عندا يتطلب الأمر انتزاع حقوقهم فإن هذا ممكن فقط من خلال العمل المباشر

هل هناك اي نوع من التنظيم الجماهيري الاجتماعي الغير الهرمي ( الحركات المعروفة العمل من القاعدة) او كنتاج لانهيار القمع السياسي انبثقت الى النضال؟

لعل اللجان الشعبية التي كانت مسؤولة عن الأمن في تونس و مصر هي الشكل الجماهيري الديمقراطي الرائع الذي أنتجته الثورتان . كان الطابع العفوي لهذه اللجان هو في نفس الوقت مصدر قوتها و ضعفها ، فهذه اللجان ظهرت لتوفير الأمن في وجه نهب بلطجية النظام أساسا ، و هي قد تشكلت أساسا في الأحياء ، و لم تظهر في أماكن العمل ، و قد اختفت للأسف مع اختفاء بلطجية النظام مع سقوط رأسه . إنني أعتقد أن ثقافة التسيير الذاتي ما تزال ضعيفة بين العمال خاصة و هي النقطة التي أرى أنه يجب التركيز عليها في دعايتنا

هل تتصورن ان يتناقض الجماهير المنتفظة بسرعة مع الحكومة الانتقالية او الحكومة الجديدة او بمعنى اخر هل تستقر الحكومة بسرعة ؟ ام يأتي الجماهير بشكل اخر الی النضال؟

هذا سيحدث عاجلا أم آجلا ، القضية هي في أن يبقى الزخم الجماهيري في عنفوانه و أن تتطور أشكال تنظيم العمال و العاطلين و الشباب و النساء و غيرهم المستقلة لتكون جاهزة لخوض تلك المواجهة

الى اي مدى اسطتعتم احياء العلاقات و تبادل التجارب بين الثورة المصرية و التنوسية و المعترضين في المغرب و الجزائر والاردن و سوريا و ليبيا؟

يجب الاعتراف أن هذه العلاقات ليست بعد بالشكل المرضي بما في ذلك القيام بالتحليل الضروري لثورتي مصر و تونس و استخلاص الدروس اللازمة لتطوير نضالنا في ظروف مجتمعاتنا المتشابهة و المتداخلة

كانتصار في تجربة اسقاط رئيس الجمهورية و الرضوخ بالقوات العسكرية و البوليسية ماهو بلاغكم لرفاقكم الثوریون في الدول المجاورة و خاصة في العراق؟

إننا في لحظة مد ثوري ، صعود للجماهير ، و نهوض للطبقات الكادحة التي كانت حتى الأمس القريب مستسلمة للتهميش و الاستغلال و الاستلاب ، فجأة رفض الناس أن يعيشوا كعبيد و هم اليوم ينتفضون في وجه طغاتهم ، من المبكر جدا أن نرى ثورة اجتماعية حقيقية بعد في الشرق ، لكن الناس الذين نهضوا سيتعلمون درسهم بأنفسهم كما في كل صعود ثوري و ليس من الكتب الإيديولوجية ، سيجد العمال أنفسهم وجها لوجه مع مستغليهم و مؤسسات النظام الذي يستغلهم في القريب العاجل ، و سيكون من الضروري انتزاع ذكريات كومونة ميدان التحرير من ذاكرتهم القريبة بالقمع و الخداع ، و ستتوفر لهم قريبا فرصة انتزاع حريتهم و عالمهم من أيدي الطبقات الحاكمة و المالكة .. لا يمكن لأحد أن يسبق الناس ، لكن عندما تلوح الثورة فإن دور التحرريين هو أن يكونوا في الطليعة .. و في كل مرة يجب التعلم من الناس و من مبادرتهم و من عفويتهم ، و في نفس الوقت تطبيق و استخدام الأسلحة و المؤسسات التي أثبتت التجارب الثورية السابقة فعاليتها في تقريب يوم الحرية ، خاصة على مستوى التنظيم الذاتي المستقل للعمال و الطلاب و سائر الطبقات الكادحة

في الخاتمة هل هناك ما تحبذون قوله للقراء المنتدی الانارکیین (التحرریین) کوردستان؟

أحييكم ، أرجو لكم النجاح في نضالكم ، و أن تحققوا في أقرب وقت حريتكم و حرية الكادحين و المهمشين اجتماعيا و سياسيا في كردستان ، أن نحول هذه الأرض إلى ملك لنا جميعا ، أن نصبح حكام أنفسنا ، و أن يختفي الطغاة و السادة إلى الأبد.

Leave a Reply