الجوهرى فى أى إنسان هو الطريقة التى يشبع بها احتياجاته المادية، هل من عمله أم باستغلال عمل الآخرين، وهذا هو ما يحدد مصالحه الحقيقية، و من ثم يحدد مواقفه و أفكاره عادة، مع ملاحظة أن الكثير من الناس يحصلون على دخولهم من مصادر متعددة، وبطرق متنوعة مما ينوع من مصالحهم ومواقفهم و أفكارهم فى الحياة، وباعتبار أن البشر لابد وأن يشبعوا هذه الاحتياجات المادية من خلال علاقات اجتماعية مع الآخرين، فأن الجوهرى فى أى مجتمع هو الطريقة التى يشبع بها البشر احتياجاتهم المادية المختلفة، و كيف تتوزع هذه الاحتياجات فيما بينهم، وبتعبير أدق العلاقات الاجتماعية التى يتم بها إنتاج احتياجاتهم المادية.
***
الرأسمالية السائدة حاليا على الأرض هى علاقة إنتاج عالمية بطبيعتها بخلاف غيرها من علاقات الإنتاج التى سبقتها عبر التاريخ، و لا يمكن أن يفهم المجتمع البشرى فى ظل سيادة العلاقة الرأسمالية للإنتاج إلا كمجتمع واحد ينقسم لمجتمعات محلية، و لا يمكن فهم أى مجتمع محلى دون فهم أنه جزء لا يتجزأ من المجتمع البشرى ككل، رغم أننا ندرك بالطبع أن الأوضاع الاجتماعية تختلف نسبيا فى المجتمعات الأكثر تقدما عن الأوضاع فى المجتمعات الأقل تقدما، فكلما توجهنا نحو المجتمعات الأكثر تقدما من كوكب الأرض كلما زادت الملامح الرأسمالية الحديثة وضوحا، وعلى العكس، فكلما توجهنا إلى المجتمعات الأقل تقدما، كلما تشوهت الملامح الرأسمالية بفعل بقايا علاقات الإنتاج غير الرأسمالية، كما يتكرر هذا فى كل مجتمع محلى على حدة، باعتبار أن المناطق الحضرية فى كل مجتمع محلى هى الأكثر تقدما فى هذا المجتمع، كما أن المناطق الريفية هى الأقل تقدما، إلا أنه وبالرغم من الاختلافات فى الأوضاع الاجتماعية بين مجتمع وآخر، إلا أنه لا توجد اختلافات جوهرية فى كل مجتمع محلى على مستوى القواعد العامة التى تميز المجتمعات الرأسمالية من أكثرها حداثة لأكثرها تقليدية، باعتبار أن الرأسمالية هى علاقة الإنتاج السائدة حاليا فى كل هذه المجتمعات. Continue reading العمال و رأس المال والدولة الجزء الأول (الاستغلال) ـ تمهيد نظرى
Category Archives: عربی
لماذا يختلف الشيوعيون اللاسلطويون عن الشيوعيون السلطويون؟
أن لينين و تروتسكى قد عبرا عن دعم سلطة المجالس العمالية والإدارة العمالية ، وذلك فقط حين أصبح للبلاشفة الأغلبية فيها ، ولكن فى النهاية وحينما دعا الشيوعيين اليساريين المعارضين للبلشفية لينين وتروتسكى من أجل إعطاء المجالس العمالية كل السلطة فى الاتحاد السوفيتى عارض كل من لينين وتروتسكى الدعوة ، و أدان لينين ممثلى هذا التيار كيساريين متطرفين فى كتابه الشهير (الشيوعية اليسارية لعب أطفال ) و ذلك بعد ضمان استقرار البلاشفة فى السلطة ، كما هاجما دعوة المعارضة العمالية لسيطرة العمال على المنشئات الإنتاجية و الخدمية من خلال نقابتهم أو من خلال لجان العمال، و من خلال مؤتمرات المنتجين ، داعمين السيطرة البيروقراطية والحزبية على وحدات الإنتاج والخدمات من خلال التخطيط المركزى للدولة بواسطة المجلس الاقتصادى ، و أعتبر لينين أن دعاوى مثل تحرير الإدارة العمالية و سلطة المجالس العمالية المنتخبة من سيطرة الحزب ، هى بمثابة انحراف لاسلطوى فى الحزب ، وذلك كما ورد فى مقررات المؤتمر العاشر للحزب البلشفى.
و تلك حقائق تاريخية يتجاهلها كل التروتسكيين فى كل كتاباتهم النقدية للدول الاشتراكية السابقة ، محملين كل التراجعات والانحرافات على كاهل ستالين فحسب ، مبرئين كل من لينين و تروتسكى وحلفائهم من كل الخطايا والآثام ، متناسين أنهم هم الذين قد قمعوا وكبتوا و أخضعوا السوفيتات أو “مجالس العمال والفلاحين والجنود” بعد الثورة البلشفية لسلطة الحزب قبل ان يخضع ستالين الجميع تحت سلطته ، و أقاموا السلطة الديكتاتورية لحزب البلاشفة على حساب السلطة السوفيتية التى حولها ستالين لسلطة سكرتير عام الحزب . Continue reading لماذا يختلف الشيوعيون اللاسلطويون عن الشيوعيون السلطويون؟
تباً لحركة حماس , تباً لإسرائيل , تباً لحركة فتح ، تباً للأمم المتحدة , تباً لوكالة غوث و تشغيل اللآجئين الفلسطينيين ، و تباً للولايات المتحدة الأمريكية !
تباً لحركة حماس , تباً لإسرائيل , تباً لحركة فتح ، تباً للأمم المتحدة , تباً لوكالة غوث و تشغيل اللآجئين الفلسطينيين ، و تباً للولايات المتحدة الأمريكية ! نحن الشباب في غزة قد ضقنا ذرعاً بإسرائيل و بحماس و بالإحتلال و بانتهاكات حقوق الانسان بالإضافة إلى لامبالاة المجتمع الدولي. نريد الصراخ و كسر كل جدران الصمت و الظلم و اللامبالاة مثلما تحطم طائرات الإف ستة عشر حواجز الصوت , نريد ان نصرخ بكل ما أوتيت أرواحنا من قوة لإنهاء حالة الإحباط هذه التي استنزفتنا بسبب هذا الوضع السخيف الذي نحيا. فنحن نحيا بين المطرقة و السندان , نحيا كابوساً في داخل كابوس بلا مكان للأمل و لا مساحة للحرية. لقد سئمنا من كوننا عالقين في هذا الصراع السياسي , من كوننا نشاهد هذا الظلام الحالك التي تتخلله طائرات حربية تحلق فوق بيوتنا ، من كون المزارعين الفلسطينيين يقتلون على الحدود بذنب وحيد و هو أنهم يهتمون بأراضيهم ، سئمنا من هؤلاء الملتحين الذين يتجولون ببنادقهم يتفاخرون بقوتهم و يعتدون بالضرب و يزجون في السجون كل من حاول التظاهر في سبيل الدفاع عما يعتقد ، سئمنا من جدار العار الذي يفصلنا عن باقي البلاد و يبقينا سجناء في بقعة صغيرة من الأرض ، سئمنا من تصويرنا بالإرهابيين المتعصبين ذوي المتفجرات في حوزتهم و الشر في عيونهم ، سئمنا عدم الاكتراث الذي نراه من المجتمع الدولي الذي هو خبير في التعبير عن الهموم و صياغة القرارات ، لكنه جبان في فرض كل ما يوافق عليه من قرارات ، سئمنا و تعبنا من حياة مملة نتعرض فيها للسجن من اسرائيل ، او للضرب من قبل حماس , أو يتجاهلنا باقي العالم كلياً. Continue reading تباً لحركة حماس , تباً لإسرائيل , تباً لحركة فتح ، تباً للأمم المتحدة , تباً لوكالة غوث و تشغيل اللآجئين الفلسطينيين ، و تباً للولايات المتحدة الأمريكية !
تباً لحركة حماس , تباً لإسرائيل , تباً لحركة فتح ، تباً للأمم المتحدة , تباً لوكالة غوث و تشغيل اللآجئين الفلسطينيين ، و تباً للولايات المتحدة الأمريكية !
تباً لحركة حماس , تباً لإسرائيل , تباً لحركة فتح ، تباً للأمم المتحدة , تباً لوكالة غوث و تشغيل اللآجئين الفلسطينيين ، و تباً للولايات المتحدة الأمريكية !
أطفال لينين على صواب
يطلق البعض على المنتمين للتيارات اللاسلطوية المتأثرة بالماركسية، أنهم أطفال لينين، لأنه سفه أسلافهم التاريخيين، و وصف شيوعيتهم اليسارية بأنها لعب أطفال ، ولكن التجربة التاريخية فى هذه الحالة، أثبتت أنه أحيانا ما يكون لعب الأطفال أكثر حكمة وصوابا من عمل الراشدين.
* فى مارس 1921، طالبت المعارضة العمالية بأن يكون الإنتاج والخدمات تحت إدارة النقابات العمالية ومجالس العمال، إلا أن لينين نعت الاقتراح بأنه “انحراف نقابي فوضوي واضح وجلي” وذلك في التقرير الذي قدّمه أمام المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي البلشفي لروسيا ، وطرح فى مقابل هذا نموذج لدولة تتجاوز مهامها السيادية التقليدية إلى إدارة مجمل شئون المجتمع فى الإنتاج والخدمات، مأخوذا ومنبهرا فى ذلك بنموذج إدارة جهاز الدولة الألمانى لمرفق البريد، و أنتهى اقتراح لينين البالغ الذى أخذ فرصته فى التطبيق إلى أن يتحول كبار العاملين فى الجهاز البيروقراطى للدولة لطبقة منفصلة عن الطبقة العاملة مثقلة بالامتيازات، و محصنة من النقد، واتاحت لها سلطاتها الكلية القدرة، أن تفسد دون حسيب، و تخرب دون رقيب، وانتهى الأمر بها أن تدمر بنفسها دولتها، و أهدت بسهولة معظم ثروات الاتحاد السوفيتى التى بنيت بكم هائل من التضحيات عبر ثمانين عاما إلى حفنة من اللصوص، دون أن يبدى العمال أى دفاع عن ما يملكوه، وما شيدوه بالدم والعرق والحرمان، لأنهم فى الحقيقة لم يشعروا يوما أنهم مالكين لكل تلك الثروة، فقد كان تخطيط الدولة العقلانى لكل من الإنتاج والاستهلاك، يعنى تكديس السلاح وغزو الفضاء، و فى نفس الوقت حرمان الناس من احتياجاتهم الاستهلاكية البسيطة،..أما ما اقترحه الأطفال، ولم يجد الفرصة للتطبيق ، فكان يعنى ببساطة أن يتحرر العمال فعليا من عبودية العمل المأجور التى استمرت لدى الدولة كما كانت لدى الرأسماليين ، كما استمر انفصالهم عن وسائل الإنتاج، وعن ما ينتجوه كما كانوا فى الوضع الذى ثاروا عليه، كان الأخذ بكلام الأطفال ، سوف يعنى عدم اتاحة الفرصة للفساد و لتنامى الثروات من الاقتصاد السرى، طالما ظل بإيدي العمال أنفسهم إدارة ما يملكوه، وما كان يمكن أن يسلب منهم ما بنوه، بمثل هذه البساطة التى حدثت، فضلا عن أنهم فى النهاية كانوا سوف ينتجون ما يحتاجونه فعلا من احتياجات استعمالية، دون هدر للإمكانيات الموارد وجهودهم الهائلة فيما لا طائل من وراءه ، وبالتالى ما كان يمكن أن يفقد البشر فرصتهم التاريخية للتحرر من القهر والاستغلال، و التى قد لا تتكرر فى المدى المنظور، نتيجة هذا الفشل المروع، برغم ما يمثله الوضع الحالى من تهديدات لاستمرار البشر أنفسهم فى الوجود، وبرغم الأزمة التى تعترى الرأسمالية مؤخرا، بسبب عزوف الناس فى نفس الوقت عن سماع من يطرحون البديل عن هذا الوضع، والذين يقترحون تجاوز الرأسمالية فورا. Continue reading أطفال لينين على صواب
استبيان رأى عن اللاسلطوية
بمناسبة ذكرى مرور 11 عام على بدء استخدامى الأنترنت فى شرح الأفكار اللاسلطوية ، طرحت مجموعة من الأسئلة على قائمة بريدية تضم زملاء وأصدقاء ورفاق راجيا بالحاح الرد عليها معللا ذلك برغبتى فى تقييم تجربتى أولا لكى اطورها و أطور أفكارى نفسها،وكانت الأسئلة هى هل أنت لاسلطوى أم لا ؟، و إلى أى من المدارس اللاسلطوية تنتمى مجالسى، نقابى ثورى، تعاونى، فردى؟، و ما هو الطريق الذى تتبناه لتحقيق اللاسلطوية، الثورة الاجتماعية/السياسية أم الإصلاح اللادولتى أم التحرر الذاتى؟، و ما هى تحفظاتك على اللاسلطوية؟، و هل تهتم بمعرفة اللاسلطوية أم لا ولماذا؟، و هل أنت ملم باللاسلطوية وما مصادر ومستوى هذا الإلمام؟، وهل تعتبره كافيا لاتخاذ موقف منها؟، وهل أفادتك المادة النادرة المنشورة بالعربية عن اللاسلطوية على الأنترنت؟، و هل ترى أن هناك امكانية لكى تصبح هذه الأفكار أيديولوجية جماهيرية بدلا من انحصارها فى أفراد ومجموعات قليلة؟ ، وفى النهاية لم يتفاعل إلا ثمانية من المرسل إليهم لم يجيبوا على كل هذه الأسئلة على النحو الذى أرغبه، و مازلت أرغب فى معرفة اجابة أكبر عدد ممكن لهذه الأسئلة التى هى على سبيل استبيان الرأى. Continue reading استبيان رأى عن اللاسلطوية
حقيقة الاستغلال الرأسمالى
سامح عبود
العمل الإنسانى هو المصدر الأوحد لكل ثروة مادية، جنبا إلى جنب مع الطبيعة التى تزود الإنسان بمواد عمله من أراضى ومواد خام وخلافه، و كل ما فى الطبيعة البكر من إمكانيات كامنة لتوليد الثروة الاجتماعية لابد وأنها تحتاج للعمل الإنسانى لتحويل تلك الإمكانية لواقع ملموس من الثروة ، فقوة العمل البشرى هى التى تحول الأرض البكر لأرض صالحة إما للبناء أو للزراعة، فتصبح بذلك العمل ثروة اجتماعية، و قوة العمل البشرى هى التى تستخرج ما فى المناجم من معادن، تلك التى تظل بلا قيمة طالما ظلت فى المناجم، و لكنها تصبح بعد استخراجها بقوة العمل البشرى لسطح الأرض مواد لها قيمة معينة، وتكتسب قيمة أعلى عندما يتم توصيلها لأماكن صهرها، وبالصهر والصب والقطع والتشكيل وغيرها من العمليات تتحول تلك المواد الأولية الخام الموجودة فى الطبيعة لأدوات و آلات للعمل ذات قيمة أعلى من قيمة المواد الخام المستخرجة و المنصهرة، و كلما زادت العمليات التى تجرى على نفس الكمية من المعادن المستخرجة من المنجم خلقت منتجات أعلى من قيمتها، و تستطيع قوة العمل البشرى أن تؤثر بأدوات وآلات العمل على المواد الأولية الخام و غير الخام لإنتاج المزيد من أشكال الثروة الاجتماعية، سواء فى شكل منتجات للاستهلاك أو وسائل للإنتاج، التى تتحدد قيمتها بما بذل فيها من عمل بشرى، وهى القيمة التى لا تكتسبها إلا بفضل هذا العمل، والأشياء التى توجد فى الطبيعة البكر، و التى لم يؤثر فيها عمل ما، هى أشياء لا تباع ولا تشترى، و لا ثمن لها، كالهواء و هو أكثر المواد منفعة لحياة الإنسان، و الأكثر من حيث القيمة الاستعمالية، و الذى برغم من ذلك نتنفسه دون أن يطالبنا أحد بثمنه، إلا إذا بذل فيه عمل ما، سواء بالتنقية و التعبئة مثلا فيصبح بذلك سلعة لها قيمة تبادلية أى ثمن. Continue reading حقيقة الاستغلال الرأسمالى
البرجوازية الموحدة تفكك البروليتاريا
لا توجد طبقة بروليتارية واحدة بل طبقات بروليتارية، فجوهر البروليتارية هو التجرد من مصادر السلطة المادية (وسائل الإنتاج والعنف والمعرفة) ومن ثم الاضطرار لبيع قوة العمل المأجور، أما البرجوازية فجوهرها هو حيازة مصادر السلطة المادية وشراء قوة العمل المأجور، والصراع بينهما هو صراع بين العمل و رأسالمال، أما البروليتاريا الصناعية، فهى البروليتاريا بالمعنى الدقيق، وهم عمال المنشئات الصناعية الرأسمالية، وهم يختلفون عن البروليتاريات الأخرى الذين يشترك أفرادها معهم فى حالة “البلترة”، وهى عكس حالة “البرجزة”، التى توحد البرجوازيات المختلفة، و البروليتاريون يتنوعون ما بين عمال القطاع الحكومى، وعمال القطاع الرأسمالى، وعمال القطاع الرأسمالى الصغير، الرسمى منه وغير الرسمى، وأخيرا البروليتاريا الرثة، هذا من جهة، و ينقسمون أيضا من جهة أخرى القطاع الذى يعملون به، فعمال الصناعة غيرهم غير عمال الزراعة و كليهما غير عمال الخدمات، و بالمعنى الدقيق، فالبروليتاريا الصناعية قطاع صغير الحجم و متقلص اجتماعيا، وإن كان من بين الطبقات البروليتارية الأخرى هو الأكثر قدرة على قيادة التغيير الاجتماعى.
الطبقات البروليتارية، وإن كانت توحدها مصالح مشتركة فى أجور أعلى، وساعات عمل أقل، وأسعار أرخص، وفى التحرر فى النهاية من عبودية العمل المأجور، إلا أنها تتباين فى وعيها، و فى إمكانيتها الثورية، وقدراتها النضالية، وفى علاقتها بإنتاج القيمة المضافة، وفى طبيعة عملها، وعلاقتها مع البرجوازيين والبيروقراطيين، وهذا يخلق تناقضات بين الطبقات البروليتارية نفسها، و يعمل على تفتيتها. Continue reading البرجوازية الموحدة تفكك البروليتاريا
خرافة الطبقة الوسطى
سامح سعيد عبود
لا يوجد ما يسمى بالطبقة الوسطى، رغم شيوع استخدام المصصطلح حتى فى الأوساط الأكاديمية، رغم عدم علميته، الكامنة فى أنه تعبير مطاطى غير دقيق وغامض، ولا يكشف عن مضمون اجتماعى محدد، لأن الناس تتحدد هويتهم الطبقية وفق مواقعهم فى علاقات الإنتاج، أى وفق علاقاتهم بمصادر السلطة المادية، و هى الثروة والعنف والمعرفة، لا وفق مؤهلاتهم الدراسية، أو طبيعة عملهم، أو مستوى معيشتهم، ومن هنا ينقسم البرجوازيون وهم بالتعريف ملاك الثروة عموما إلى ثلاث طبقات مهيمنة فى ثلاث علاقات إنتاج مختلفة، وأما البيروقراطيون الحائزون على وسائل العنف والمعرفة فيتميزون عن باقى العاملين بأجر الآخرين، الموظفين الحكوميين الصغار، والعمال الحكوميين، و العمال لدى الرأسماليين، والعمال فى الإنتاج السلعى البسيط، لكننا لا نستطيع أن نقدم صورة دقيقة عن حجم كل طبقة من تلك الطبقات البرجوازية لعدة أسباب منها
أولا:ـ أن منشئات القطاع الخاص لا تسجل رسميا كل من يعملون لديها بدقة، وهو معيار مهم فى التفريق بين ملاك هذه المنشئات.
ثانيا: _أن التطور التكنولوجى نفسه أصبح يقلص باستمرار من عدد العاملين بالمنشئات التى أصبحت تتزايد كثافة رأسمال فيها، و تتقلص بها قوة العمل مما يستدعى تعديل معيار حجم العاملين بالمنشأة كأساس للتفريق بين الطبقات المالكة.
ثالثا:ـ أن البرجوازى الواحد يمكن أن يملك أو يشارك فى منشئات متعددة كبيرة و متوسطة وصغيرة، و يمارس أنشطة متنوعة، ومن ثم يحصل على مصادر متعددة للدخل من عوائد التملك (الأرباح والفوائد والريع) التى لا ترصدها الاحصائيات بدقة. Continue reading خرافة الطبقة الوسطى